"شرفات بحر الشمال" هي رواية الغياب لا الحضور... الغياب الذي يتجسد في عالم من المفقودات المتتالية التي يتقاسمها كلًّا من المكان والزمان المفقودين. فالبطل المطل على خمسيناته لا يجد سوى المنفى ملاذاً لكهولة كان يجدر بها أن تتقدم بوداعة هانئة نحو الشيخوخة أو الموت، وفوق تراب أليف له صورة الوطن ودفئه ومذاقه، لكن "ياسين" الذي يصر طويلاً على التشبث بسرير ولادته لم يعد قادراً وسط شلال الدم المراق على مذبح القبائل والأصوليات المتناحرة أن يحتفظ بهذا السرير لكي يحوله لحظة موته الى قبر.
استمع