هيثم علي جواد
الأرض الخراب

"أنت وحدك يا منصور... أنت وحدك.. يعيد عقله تذكيره كل يوم، يرى الصخرة التي أمامه، تخفي شروخًا عميقة، تنتظر ضغط قدمٍ غير مبالية كي تتفتت... تفاداها برشاقة، قبل أن يلتفت إلى الخلف. ما زال تابعاه وراءه، يتبعان أثر خطواته، النور الضئيل الذي ينفذ بصعوبة من غبشة الظلام، انعكس على سلاحيهما المعلقين خلف ظهورهما بحزام قماشي أخضر باهت. يملك كل منهما عشرين طلقة، أصر هو قبل أن يصعدوا أن يترك كل منهما ست عشرة طلقة داخل السيارة... هذا يجعل كلًا منهما يحمل أربعة طلقات في خزانة سلاحه، هذا أكثر من كافٍ لتمزيقه إذا ما رغبا، لكنه كان يريد طمأنة نفسه بأي شكل. نظرة منه إلى الصحراء السوداء المتقرحة المترامية في كل الاتجاهات بلا نهاية، أرض الموتى التي لا تشبع أبدًا... هو نفسه أطعمها مئات المرات، ربما حان الوقت أخيرًا لتمضغه هو أيضًا... أليس هذا هو قدر الجميع في هذا العالم الملعون!!... لا، لن يسمح بهذا.."
"الأرض الخراب" حكاية الحرب و الصحراء ووحشية الإنسان بأقسى صورها..

سجل لقراءة المزيد

وصول غير محدود إلى جميع محتوياتنا!

تسجيل الدخول أو إنشاء حساب
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.